الواعي هو من يعي نفسهُ اولاٌ ويحدد نقاط القوة والضعف فيها لكي يبدأ بالعمل على الجانبين فيحسن نقاط الضعف ويقويها ويطور نقاط القوة ليكون فعال بالمجتمع حتى يكون قدوة لغيره ويؤثر في الاشخاص من حوله بشكل لا ارادي لديهم.
وهذا الوعي والتغيير لا يكون نابع من كره الشخص لذاته بل لإدراكه أنها تستحق أن تحيا مُدركة للشخص المتجسدة داخله وللبيئة التي توجد فيها.
مراجعة النفس مهمة في بناء شخصية الفرد الواعي وشرطها هو الصدق وعدم الحياد وتبرير الشخص لنفسه اذا وجد نقاط ضعف لديه، المراجعة هي المرحلة الاولى لكي نكشف كل جوانب الشخصية ومن ثم نحددها تحت صنفين بعدها يأتي دور المرحلة الثانية وهي السؤال والتساؤل عن كيف يمكن تحسين الشخص لذاته وتوعيتها ليخرج الشخص بذات صالحة للمجتمع تبنيه وتأخذ بيد افراده للأمام معها.
قلنا ان السؤال والتساؤل هو المرحلة الثانية، أذن من أين نأتي أجوبة؟
الاجوبة تأتي من عدة عوامل منها القراءة، والاطلاع، وسؤال اهل الاختصاص او اشخاص اعلى من حيث درجة الاطلاع.
زيادة الوعي هي عملية تراكمية مركبة ليست بالبسيطة والساذجة كما يخال الكثيرون، وهناك حقيقة عليك مواجهتها أنّه كلما ازداد وعيك كلّما ازدادت مسؤوليتك والمهام المنوطة بك¹.
الشخص الواعي عندما يدخل بهذه العملية والعوامل يرتقي إلى مستوى المثقف وهنا تصبح مسؤوليته اكبر، وهي ان يقلص اكبر قدر من السلبيات ويوسع دائرة الإيجابيات، وينتشل المجمتع من الجهل ومن التخلف ومن الطائفية والتعصب… الخ².
ويكون هذا بواسطة (الفعل الثقافي) عبر الكتابة واشكال متعددة من الإبداع وطرق التواصل.
ان مهمة مثقفينا ليست الدفاع عن ثقافتنا او التنبؤ بمستقبلنا، بل في خلق هذا المستقبل. فيبدأون من حيث بدأ (اللّه تعالى) حيث قال لرسوله: إقرأ³.
ان هذا السطر اعلاه يعني ان الشخص المثقف او الذي انتبه على ذاته مؤخراً (وهو الواعي) ويرد النهوض بيها وتثقيفها ليس عليه ان يقرأ تاريخه وباقي التصنيفات ويجعل نفسه في جبهة حرب دائمة يدافع فيها عن تاريخه وثقافة محيطه بل عليه ان يخلق حاضراً ومستقبلاً يليق بثقافته التي يعتز بها لكي يعكس صورة حسنة ومتجددة قابلة للفهم وأيضاً لكي تثير فضول من تصل إليه ويسعى للمعرفة والبحث.
خلق المستقبل يكون بتطوير المجتمع وتغييره لكي يترك الماضي ويعي اختلاف اليوم وهذا الامر صعب في مجتمعاتنا العربية لأنها لا تؤيد التغيير المباشر وترفضه ولكنها في نفس الوقت تتغير لا ارادياً لتأثرها بوسائل الإعلام الحديثة وهذا التأثر والتغيير ليس الذي نطمح اليه؛ لأنه تغيير سريع يكون الشخص فيه غير واعي وغير مدرك لما يتغير فيه وإلى أين يتجه.
وعي الفرد بنفسه هو الحل للوصول الى مجتمع متماسك يزداد فيه الشعور الجمعي⁴ وتنقص الفردانية السامعة التي تُبعد الفرد عن الشعور بالاخر وبالتالي يبتعد عن المجتمع.
فالوعي هو ادراك المرء لذاته ولما يحيط به إدراكاً مباشراً وهو اساس كل معرفة⁵.
وهو الذي يقوده للمعرفة وبالتالي للثقافة كما وضحنا في مضمون هذا المقال.
هذا الوعي يجعل الافراد المدركة لواقعها ومشاكلها والتي تسلك طرق مختلفة في السعي للارتقاء بمجتمعها تلتقي في نهاية المطاف عند مرحلة (نقطة) الشعور الجمعي.
المصادر:
1- صلاح الدين حفافصة_مقال كيف تكون شخصاً واعياً؟_الجزيرة نت.
2- د. نجم عبد الكريم.
3- مصطفى صفوان_ لماذا العرب ليسوا احراراً_ دار الساقي_ الطبعة الثانية_ بيروت لبنان_ صفحة ٧٠.
4- الشعور الجمعي consciousness collective
وعي الافراد بالعلاقات الاجتماعية بينهم وبتجاربهم المشتركة وقد ينمو هذا الشعور نحو الاشتراك في تحمل مسؤولية النهوض بمجتمعهم_ مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي_ صفحة 81
5- الوعي ، الشعور consciousness
6- المصدر السابق نفس الصفحة.